1.
القرآن والعلم
يوليا: |
ما هذا الكتاب الّذي في يدك؟ هل هو الموسوعة الّتي حدّثتني عنها؟ |
راشد: |
صحيح وهذه الموسوعة هي مجموعة أبحاث عن العلوم الطبيعية في القرآن الكريم، قام بها علماء مسلمون وغيرهم. |
يوليا: |
العلوم الطبيعية في القرآن؟ أليس القرآن كتابا دينيا خالصا يعتمده المسلمون دستورا للشرائع؟ |
راشد: |
هذا صحيح جزئيا ولكن القرآن والسنّة النبوية أيضا غنيان بآيات تدعو إلى التفكّر في الكون والبحث عن المعرفة، كما أن هناك آيات عديدة تضمّنت إشارات علمية دقيقة في علوم مختلفة كالفيزياء وعلوم البيئة وعلوم البحار والطبّ وغيرها وقد أكّد صحّتها العلم المعاصر. |
يوليا: |
أعتقد أن هذا النوع من الأبحاث يسمّى الإعجاز العلمي، هل تذكر لي بعض الأمثلة؟ |
راشد: |
بكلّ سرور، مثلا يستدلّ من الآية رقم ١٩ من سورة ((الرحمن)) على أنّ البحار والمحيطات تلتقي ولكنّها لا تختلط تماما وذلك لوجود منطقة فاصلة تسمّى البرزخ. |
يوليا: |
وماذا عن الجيولوجيا مثلا؟ هل كان لها نصيب من الآيات؟ |
راشد: |
خذي مثلا الآية ١٥ من سورة ((النحل)): ﴿وَأَلْقَىٰ فِي ﭐلْأَرْضِ رَوٰسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ﴾، هذه الآية تصف الجبال بالأوتاد الّتي تثبّت الأرض أي القارّات لكي لا تضطرب وهذا الأمر من البديهيّات المعروفة في يومنا هذا. |
يوليا: |
طيّب وإذا سألتك عن علم الأحياء والطبّ؟ |
راشد: |
أنصحك بقراءة الآيات ١٢ إلى ١٤ من سورة ((المؤمنون)) وستجدين فيها وصفا لمراحل تشكّل الجنين بدقّة عجيبة. أعطيك الآن مثلا من علم الفلك. خذي مثلا قول الله تعالى:﴿وَٱلشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا﴾ ماذا تفهمين من هذه الآية؟ |
يوليا: |
كلمة تجري تعني أن الشمس تتحرّك بسرعة وهذا أيضا معروف اليوم عكس الاعتقاد الشائع قديما. والله، هذا العلم مفيد ولكنّه غير معروف كثيرا للأسف. |
راشد: |
مازالت هذه الأبحاث في بداياتها وما زال بعض العلماء متردّدين في التعامل مع هذه الظاهرة لأنّ نظريّات العلم الحديث قد تنهار وتقوم أخرى محلّها ولا يصحّ ربط آيات القرآن بنظريّات علمية قد لا تكون صحيحة تماما. |
يوليا: |
رأي سديد خصوصا وأنّ القرآن كتاب مقدّس عند المسلمين وقد يؤدّي ما ذكرت إلى رفض العلم الحديث وهو أمر غير صائب أيضا. |
راشد: |
ما شاء الله عليك، أصبحت خبيرة في وقت قصير. |
يرجى الاستماع إلى الحوار وتحديد الفقرات التي لا تنسجم مع المسموع