1.
من الطارق؟
أمّ طارق: |
مهلا يا من بالباب، سوف تكسّره تكسيرا، هل أنت الطارق يا ((أبو طارق))؟ |
أبو طارق: |
نعم أنا هو، نسيت مفاتيح البيت عندما غادرت للعمل مسرعا. |
أمّ طارق: |
من حسن حظّك أنّني عدت من العمل قبلك! أما سمعت الحديث النبوي ((العجلة من الشيطان))؟ على مهلك مستقبلا! تخرج من البيت وكأنّ الشياطين في أثرك. |
أبو طارق: |
بلى أعرف الحديث وهو لمعلوماتك حديث مختلف في درجة صحّته بل ضعيف على الأرجح ولكنّ الفكرة وصلت يا فيلسوفة زمانك. |
أمّ طارق: |
نعم نعم، طيّب، إجلس واسترح قليلا، تبدو منهكا، كيف كان يوم العمل الأوّل في الجامعة؟ هل قام الطلبة احتراما لسموّك أم خوفا منك؟ |
أبو طارق: |
ما أوسع خيالك يا امرأة! ليت الأمر كذلك، شباب اليوم لا يفوقهم أحد استهتارا، دخل أحدهم الدرس يمضغ علكة وآخر يتكلّم في الجوّال مقهقها وثالث يناقش وزملاءه آخر مستجدّات عالم الرياضة والفنّ بصوت أجشّ مفزع. |
أمّ طارق: |
إيّاك والتسرّع في أن تحكم عليهم، ربّما تجد منهم من يبيت الليالي ساهرا مذاكرا، هل نسيت كيف كنت أنت عندما كنت طالبا؟ والآن صرت مدرّسا في الجامعة، ما شاء الله! |
أبو طارق: |
ما أروع تلك الذكريات! والآن أرى الأمور بنظرة أخرى، صار عندي عمل وراتب محترم وزوجة خفيفة الظلّ، لا أحد يضاهيني الآن نجاحا وسعادة. |
أمّ طارق: |
إيّاك والغرور فهو يدمّر النجاح تدميرا، والآن اعتدل في جلستك، أم تريد أن تتناول الطعام مستلقيا؟ |
أبو طارق: |
بل جالسا إن شاء الله وسلمت يداك على هذا الطعام الشهيّ، ما أزكى هذه الرائحة! أنت أستاذة في الطهيّ. |
أمّ طارق: |
أنسيت أنّني خرّيجة معهد الفندقة؟ فنّ الطهيّ من أهمّ وأصعب ما درسناه. |
أبو طارق: |
إيّاك أنتِ والغرور. وفّق الله الجميع! |
يرجى الاستماع إلى الحوار وتحديد الفقرات التي لا تنسجم مع المسموع