1.
الشريعة والحياة
الشريعة حسب التعريف الإسلامي هي الأحكام الّتي شرعها الله للناس وهي نظام قانوني متكامل يشمل أحكام العقيدة والعبادات والمعاملات وهي إلاهية المصدر يعني أنّ مصادرها هي الوحي المنزّل أي القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة وهناك علوم كثيرة التفرّعات تستخلص منها هذه الأحكام، منها علوم القرآن وعلوم الحديث والسيرة النبوية والتاريخ الإسلامي وأصول الفقه وفروعه.
تنظّم هذه الأحكام المجتمع وحياة الفرد وعلاقته مع خالقه ومع الناس الآخرين وذلك بمجموعة من القوانين والتشريعات المتعلّقة بأنواع العبادات المفروضة على المسلمين كالصلاة والصيام والحجّ والمعاملات كالبيع والشراء والكراء وكذلك الأمور المالية الأخرى كالزكاة والإرث ولا ننسى أيضا الأخلاق والفضائل. وتتميّز الشريعة بأنّها متنوّعة المصادر، متفرّعة العلوم وفائقة المرونة والقابليّة للتطوّر ومواكبة العصر. فبالإضافة إلى المصادر النصّية للأحكام يستعمل العلماء والفقهاء المسلمون طرقا عقلية للاستدلال كالاجتهاد والقياس وغيرها من الأصول الفقهية الّتي تطوّر أغلبها مع توسّع مساحة الدولة الإسلامية والنهضة العلمية والفكرية المرافقة له.
تقوم الشريعة على أساس المساواة بين الناس فلا فضل لعربي على عجمي ولا لأحمر على أسود إلا بالتقوى كما جاء في القرآن الكريم: ﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ﴾ ويعني هذا أنّ أفضل الناس ليس أغناهم أو أقواهم بل أكثرهم التزاما بأحكام الشريعة وأحسنهم تطبيقا لها.
يرجى الاستماع إلى النص وتحديد الفقرات التي لا تنسجم مع المسموع