1.
عالم الإنترنت
من منّا يتذكّر آخر مرّة كتب فيها رسالة لصديق أو قريب بخطّ اليد؟ ومن يفكّر أصلا في كتابة رسائل في عصر الإيميل والدردشة الصوتية والمرئية، عصر الإنترنت، الشبكة العملاقة الّتي قرّبت البعيد وحوّلت الكرة الأرضية إلى كويرة أو إلى قرية صغيرة كما يقال.
تريد كتابة رسالة لصديق؟ البريد الإلكتروني في خدمتك. تحتاج إلى معلومات عن أقرب طبيب أسنان إلى بيتك؟ محرّكات البحث تجد ضالّتك في لمح البصر. ربّما تريد التسوّق دون مغادرة أريكتك المريحة؟ ليس بمشكلة، بضع نقرات على الفأرة وتحصل على ما تشتهيه نفسك. لنُلق نظرة سريعة على أخبار اليوم وحالة الطقس غدا، ثمّ نتصفّح برنامج التلفزيون لهذا المساء. كلّ هذه الإمكانيّات، الّتي كانت إلى وقت قريب مثل أفلام الخيال العلمي صارت جزءا من الحياة اليومية، نمارسه ولا نكاد نفكّر في كلّ الجهود والاختراعات الّتي جعلته ممكنا بدءا من خطوط الاتّصال من كابلات نحاسية أو ألياف بصرية مرورا بأنظمة تشغيل الكمبيوتر وقواعد البيانات وبرامج التصفّح وانتهاء بالملايين من صفحات الإنترنت الّتي تستقطب عشرات الملايين من الزائرين على مدار الساعة.
القليل من الناس يعرف أنّ بداية الإنترنت كانت كمشروع عسكري لوزارة الدفاع الأمريكية عن طريق ربط كمبيوترات الجامعات ومعاهد الأبحاث ببعضها البعض لتيسير تبادل المعلومات وربح الوقت في المراسلات، وقد تحوّل هذا المشروع إلى أوّل وسيلة اتّصالات من حيث الأهمّيّة والانتشار فلا تكاد تجد اليوم جامعة أو معهدا علميا أو مؤسّسة حكومية غير مرتبطة بالإنترنت، أمّا فيما يخصّ الاستعمال الشخصي فمع الانخفاض السريع والمستمرّ لأسعار الحواسيب واشتراك الإنترنت فكلّ يوم يمضي يضيف آلاف الأعضاء الجدد إلى نادي مستعملي الإنترنت.
وماذا عنك؟ هل تستطيع الاستغناء عن الإنترنت؟
يرجى الاستماع إلى النص وتحديد الفقرات التي لا تنسجم مع المسموع