1.
الفنّ المعماري الإسلامي
من المعروف أنّ الفنّ المعماري هو واحد من المعالم والمظاهر المميّزة لحضارات الدول والشعوب، فهو صورة معبّرة عن أنماط الحياة وأذواق الشعوب، تعكس بأشكالها وألوانها وزخارفها مدى تأثير المبادئ الروحية والحياة اليومية على ذوق الإنسان وإبداعه.
من هذه المعالم المثيرة لانتباه السيّاح في البلدان الإسلامية والعربية هي بعض المباني المشيّدة على طراز معماري أصيل ومتميّز. وقد بدأ الفنّ المعماري الإسلامي كحرفة تطوّرت من شكلها البسيط وهو البناء حتّى صارت فنّا يشمل مجموعة من الفنون المعمارية المختلفة.
يشمل الفنّ المعماري الإسلامي عدّة أنواع من فنون البناء والتزيين ولعلّ أوّلها من حيث الأهمّيّة الفنّ المعماري في بناء المساجد والمؤسّسات الدينية، ثمّ يلي ذلك بناء القصور والمباني الكبيرة الّتي تكون رمزا للدولة أو لحضارة من الحضارات أو لأسرة حاكمة. لوحظ في بداية عصر الإسلام التأثير الّذي مارسه الدين على أسلوب البناء حيث وضع قواعد للفنّ المعماري فحُرّم مثلا تزيين البيوت والمباني بالتماثيل وصور الكائنات الحيّة وروعي في طريقة البناء البساطة والجانب الصحّي وكان المسجد النبوي في المدينة أوّل تطبيق لهذه القواعد ببنائه البسيط وصحنه المفتوح الّذي يسمح بالتهوية ودخول أشعّة الشمس.
ومع توسّع رقعة البلاد الإسلامية تطوّرت فنون البناء والعمارة وتأثّرت بثقافات شعوب كثيرة وأنتجت أيادي البنّائين المهرة والمهندسين المعماريين تحفا فنّية جمعت بين جمال العمارة المحلّية مع مراعاة خصوصيات الدين الإسلامي فعُوّضت مثلا التماثيل والألوان الكثيرة بالزخارف الهندسية المعقّدة والجميلة وأنواع الخطّ العربي، ومن هذه التحف الشاهدة على الازدهار الحضاري المسجد الحرام في مكّة المكرّمة ومسجد قرطبة وجامعة القرويين في فاس والمسجد الأموي في دمشق والمسجد الأزهر في القاهرة.
يرجى الاستماع إلى النص وتحديد الفقرات التي لا تنسجم مع المسموع